السعادة ليست بالمال وحدة

السعادة ليست بالمال وحدة

السعادة ليست بالمال وحدة

إنا نحسب الغنى بالمال وحده، وما المال وحده؟ ألا تعرفون قصة الملك المريض الذي كان يُؤْتى بأطايب الطعام، فلا يستطيع أن يأكل منها شيئاً، لماَّ نَظَر من شباكه إلى البستاني وهو يأكل الخبز الأسمر بالزيتون الأسود، يدفع اللقمة في فمه، ويتناول الثانية بيده، ويأخذ الثالثة بعينه، فتمنى أن يجد مثل هذه الشهية ويكون بستانياً؟ فلماذا لا تُقدِّرون ثمن الصحة؟ أَما للصحة ثمن؟ من يرضى منكم أن ينزل عن بصره و يأخذ مائة ألف دولار؟ من يبيع قطعة من أنفه بأموال الشربتلي؟ أما تعرفون قصة الرجل الذي ضل في الصحراء، وكاد يهلك جوعاً وعطشاً، لما رأى غدير ماء، وإلى جنبه كيس من الجلد، فشرب من الغدير، وفتح الكيس يأمل أن يجد فيه تمراً أو خبزاً يابساً، فلما رأى ما فيه، ارتد يأساً، وسقط إعياءاً. لقد رآه مملوءاً بالذهب ! وذاك الذي لقي مثل ليلة القدر، فزعموا، أنه سأل ربه أن يحول كل ما مسته يده ذهباً، ومس الحجر فصار ذهباً؛ فكاد يجن من فرحته؛ لاستجابة دعوته، ومشى إلى بيته ما تسعه الدنيا، وعمد إلى طعامه؛ ليأكل، فمس الطعام، فصار ذهباً وبقي جائعاً، وأقبلت بنته تواسيه، فعانقها فصارت ذهباً، فقعد يبكي يسأل ربه أن يعيد إليه بنته وسُفرته وأن يبعد عنه الذهب ! وروتشلد الذي دخل خزانة ماله الهائلة، فانصفق عليه بابها، فمات غريقاً في بحر من الذهب. يا سادة: لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهباً كثيراً؟ أليس البصر من ذهب، والصحة من ذهب، والوقت من ذهب؛ فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا؟ لماذا لا نعرف قيمة الحياة؟ اقتباسات للشيخ علي الطنطاوي
شارك هذه المقالة
هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها وليس عن وجهة نظر منصة اتش دي تي سي
مقالات ذات صلة
بحث
مقالات ذات صلة
آخر المقالات