خلوة مع الذات...خطوة للسعادة

خلوة مع الذات...خطوة للسعادة

خلوة مع الذات...خطوة للسعادة


خلوة مع الذات...خطوة للسعادة

بقلم : فاطمة العامري 

 

في حياتنا الحديثة اصبحنا نفتقد أنفسنا كثيرًا، فنحن مشغولون نصارع عجلة الزمن للانتهاء من عمل ما او التزام ما وما إن انتيهنا من مهمة، حتى تليها أخرى. وهكذا يسير بنا المطاف آخر المساء نتكئ على الأريكة برفقة كوب من القهوة أو الشاي نقلب في تطبيقات الهاتف لاهثين وراء اخبار العالم والناس التي قد لا تعود بالنفع لنا في كل الأحوال، ظانين أننا قد اختلينا بأنفسنا  ووجدنا الراحة؛ ولكن هيهات.، انها الراحة اللحظية المؤقتة أو دعونا نسميه بال(البنج الموضعي).

إن كنت ترغب عزيزي القارئ في تحقيق السعادة فابدأها الآن عن طريق خلوة حقيقة وذلك بتخصيص وقت في اليوم للانفصال عن ما حولك وتركز فيك أنت...

ولتتخيل عزيزي القارئ نفسك أمامك، ابدأ وعرف عن نفسك، ولا تظن أن سهولة السؤال تقابله سهولة الإجابة. هنا يجب ان تبحر جيدا في بوصلة نفسك لتجدها.

بعد ذلك قم واسأل نفسك ماذا قدمت لها؟.. طوال تلك السنوات التي مضت، ماذا اعددت لها؟ ومن ثم اعد صياغة السؤال ماذا ستكون غدًا؟! وماذا ستقدم لنفسك؟

ابن لنفسك خطة مستقبلية تنفذ في ذات لحظة التي عزمت لسلك طريق السعادة .

لأن السعادة الحقيقية تبدأ من داخلك أنت وتنعكس تدريجيا على من حولك. وعند بدء التخطيط في مسقبلك السعيد، لا تنسى أن تقسم خطتك لعدة جوانب أولها الجانب الروحي أو المرتبط بالله والدين وكيف ستغذي قلبك بالإيمان واهتم جيدا بزيادة مساحة السلام الروحي فهي البناء الأساسي للأنسان ولا تنسى ماذا ستقدم في حياتك في دار الفناء والبقاء.. بعد ذلك يأتي الجانب الشخصي، وهو كيف ستزيد رصيد المعرفة في عقلك فهو المحرك الأساسي ومصنع القرارات لذا احرص أن تغذيه بما ينفعه من معلومات وثقافه توسع لك مدارك فهمك للأمور، وايضا كيف ستستغل وقتك وتستثمر مالك،إياك والتبذير والاسراف في ضياع الوقت والمال في المتع اللحظية كشراء سيارة فارهه جدا أو الجلوس لساعات طويلة لمشاهده الافلام او برامج التواصل الاحتماعي وغيرها ليمر يومك كله دون إنجاز يذكر لك ..

أما الجانب التالي هو الاجتماعي وهو ايضا جزء مهم في حياة الانسان وكما يقال المثل العامي الشائع ( جنة بدون ناس ماتنداس)،لذا دائما احرص على تقوية علاقاتك مع الآخرين واكسب قلوب الناس  بصلة الرحم والبر ومساعدة الآخرين ونشر المودة والبعد عن مجالس النميمة واغسل قلبك بصابون المحبة من جراثيم الحقد والغل والغيرة  .

بالإضافة للجانب الصحي ، فصحتك أمانة وأنت مساءل عنها ، والعقل السليم في الجسم السليم ، فاضبط في خطتك مساحة للرياضة وابدأ بأسلوب حياة صحي كتغيير وايجاد بدائل أطعمة صحية لتغذية بدنك وممارسة الأنشطة الرياضية واحرص على التنوع لكسر الروتين وتجديد الشغف فعلى سبيل المثال يمكن تارة أن تجرب  الجري وتارة الغوص أوالتجديف أو تسلق الجبال وغيرها

ويمكنك إدراج ما تراه من جوانب مهمة، ولكن يبقى المهم وهو التنفيذ بعزم واقدام نحو حياة سعيدة دائمة، وفي النهاية اريد تذكيرك عزيزي القارئ بقول رسول

الله صلى الله عليه وسلم قالَ: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “

وختاما ، لا تدع أيامك تمضي على وتر واحد دون انجاز يعود بالنفع لك و اعط لنفسك جرعات من الامتنان والشكر ودللها واعتن بها جيدًا 

شارك هذه المقالة
هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها وليس عن وجهة نظر منصة اتش دي تي سي
مقالات ذات صلة
بحث
مقالات ذات صلة
آخر المقالات